13‏/09‏/2008

الباب الثالث : تصحيح مفاهيم خاطئة لدى البعض منا

مقال رقم (1)
عبارة أن القضاء السودانى قضاء عادل وقول آخرين أنه غير عادل ومسيس
تحدث الجريمة فيقوم المجنى عليه بالتبليغ لدى أقرب وكيل نيابة ، تتولى الشرطة بأمر من النيابة القبض على الجانى وعرضه على النيابة التى تتولى فتح بلاغ ضده كمتهم فقط وتحيله للتحرى الذى يأخذ إفادات الجانى والمجنى عليه والشهود إن وجدوا وإن لم يوجد جانى يسجل البلاغ ضد مجهول . فى حال القبض على المتهم ورأت النيابة أنه متهم تقوم بتحديد المواد الجنائية التى ترى أن المتهم يقع تحت طائلتها إن كان الجرم جنائى وبعد إكتمال إجراءات التحرى فى جميع مراحل درجات النيابة من وكيل أول النيابة الى وكيل النيابة الأعلى فالمدعى العام وإكتمال الملف ، يرفع الأمر للقضاء الجالس ، فهل القضاء يبدأ وينتهى بالقضاء الجالس ؟ الجواب : لآ ، الشرطة ( وزارة الداخلية ) جزء هام من العملية القضائية ، النيابة ووكيل النيابة ، المدعى العام والقضاء الواقف ( وزارة العدل ) جزء آخر أكثر أهمية حتى من القضاء الجالس .
مادفعنى لكتابة هذا الموضوع ليس عدل القضاء وقدرته على محاكمة على كوشيب والوزير احمد هارون ، لكن حديث نشر بصحيفة الرأى العام عدد الإثنين 13 أكتوبر 2008م الخرطوم : للصحفى حافظ الخير ( العدل تحقق فى هروب ادم عبد الله المتهم بغسيل الأموال ) . فقوله( العدل ) هذا يعنى أنها جزء من العملية العدلية أى جزء من القضاء الذى يقضى بما جاء من حيثيات دونتها الجهات العدلية والتحرى ( نيابة وشرطة ) ، وإذا إختل هاذين الضلعين المهمين فى العملية العدلية أختل القضاء ، والشرطة هى يد العدل التى تبطش بها وقدمها التى تسير عليه وبدونها لن يتم إلقاء القبض على المجرم ووضعه فى الحبس حتى يصدر أمر القضاء الجالس فيه إما بالبراءة أو الإدانة فيحال لسجانه الذى يقع ضمن ضلع ( شرطة السجون بوزارة الداخلية ) ، لذلك حين يقول الناس القضاء السودانى قضاء غير عادل بالطبع ليس المعنى القضاء الجالس وإذا قالوا قضاء عادل لم يكونوا صادقين لأن هنالك أضلاع أخرى فى مثلث العدالة لاتحقق زوايا متساوية . فكثير من القضاة ينزعجون من سلوك بعض رجال الشرطة وبعض وكلاء النيابة ، وبعض وكلاء النيابة تجدهم غير راضيين عن أداء رجال الشرطة ، فكلمة القضاء مثلث متساوى الأضلاع والزوايا ( كل زاوية 60 درجة ) ، فلو ربنا غضب عليك قضيتك تجهجه فى النيابة وبيناتك كلها تحول لبينات ظرفيه ولو غضب عليك شديد تختفى مستندات هامة من ملفك وهو فى طريقه للقضاء الجالس دى شىء يحدث كثير فى بلدنا .
أخى الرئيس فرج الله كربتكم ، أنت رجل طيب وضحية لأخطاء آخرين . أنا لا أشكك فى قضائنا الجالس فماهو رأى فخامتكم فى قضائنا الواقف ( وكلاء نيابات وتحرى وشرطة أمنية وحرس سجون وحراسات ) وبين يدينا قضية هروب متهم فى غسل أموال ، فمتى يستظل السودان بمثلث قضائى نظيف الزوايا والأضلاع . أظن ذلك لن يتحقق إلا بإعطاء رجل القضاء الجالس ووكلاء النيابة ورجال الشرطة ( أضلاع المثلث القضائى ) مرتبات تفى بكل إحتياجاتهم الأسرية الضرورية مع تمليكهم المسكن الفاخر والسيارة الفارهه للقاضى ووكيل النيابة ورجل الأمن تمليك كامل مدى الحياة ، وهذا أمر بسيط ويسهل تطبيقه بس لو السيد الرئيس أحال هذا الجيش من النواب والمساعدين والمستشارين والولاة والوزراء والمحافظين والمعتمدين ورؤساء المحليات والمنسيقين الى الصالح العام ووجه المالية بتحويل رواتبهم ومخصصاتهم لأضلاع هذا المثلث ومثلث التعليم والصحة والرعاية الإجتماية - سيدى الرئيس نحن نسير فى الطريق الخطأ منذ 30يونيو 1989م ولهذا لاتتوقع أن يثق العالم بعدالة قضيتكم أو بعدل ونزاهة القضاء لدينا وأحد أضلاع المثلث لايساوى الضلعيين الأخرين فأختلت زواياه الداخلية وحديث وزير عدلكم بتقديم كوشيب للمحاكمة فى هذا التوقيت مدعاة للريبة أكثر منه تحقيق للعدالة ، فماهى فائدة هذا الكم الهائل من المستشارين ؟ هل من حق أى وزير أن يصرح ويوقل العاوز يقوله دون رجوع للناطق الرسمى بإسم مجلس الوزارة - أنت سيدى الرئيس ضحية أخطاء مستشاريك فهلا ألقيت بهم بعيدآ خارج القصر ؟ الجرائم التى أرتكبت فى حرب الجنوب اضعاف اضعاف ما أرتكب فى حرب دارفور ، فلماذا لم تطلب المحكمة الجنائية من أشتركوا فى تلك الحرب ؟ تلك مسكوت عنها لأن الشريك فى الجرم هو إبن الغرب المدلل ( الحركة ) لايريدون محاكمته ، فقالوا نيفاشا تجب ماقبلها ، فلماذا لم تضاف لأتفاقية أبوجا عبارة ( أبوجا تجب ماقبلها ) ولماذا صمت صوت الرصاص بعد توقيع نيفاشا وإزداد أزيز المدافع والرصاص بعد أبوجا . سيدى الرئيس أنت جئت وقلت لا إله إلا الله محمد رسول الله وبدأت الجهاد وقلت الحسنيين النصر أو الشهادة ، فما سيكون بعد نيفاشا هو الموت والخسارة دون شهادة وللحديث بقية
مقال رقم (2)
لاتقولوا الشهيد فلان فإنها شهادة منك ستسأل عنها يوم القيامة
إن قولكم ( الشهيد فلان ) لمن يموت فى قتال حتى لوكان مظلومأ لقوله ص ( الله أعلم بمن يكلم فى سبيله ) ، أو كقولكم ( ماشين نحضر الذكر ) لمن يذهب لحضور حلقات المدائح النبوية فى الحبيب المصطفى والأية 9 من سورة الحجر نص قرأنى واضح( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فهل نساوى بين كلام الله وشعر الشيخ البرعى وغيره ، وكقولهم ( مافى زول بيموت قبل يومه ) ورسولنا الكريم يبلغنا فى الحديث الشريف ( من أراد أن ينسى له فى أجله ويبسط له فى رزقه فليصل رحمه ) وفى الحديث القدسي عن الشخص المنتحر ( بادرنى عبدى بنفسه فحرمت عليه جنتى ) فواصل رحمه يموت بعد أجله المكتوب بمدة الله وحده من يعلم كم هى ، ولكن الثابت أن كلما إزدادت صلة المرء برحمه زادت المدة مكافأة له إكرامآ لمكانة الرحم عند الله والشخص المنتحر الذى لم يقبل بحكم الله فيه وإبتلاءاته عليه وهو من بادر بقتل نفسه قبل أجلها المكتوب فحرم الله عليه جنته ، وبالتالى يموت بعد أجله واصل الرحم ، وقبل أجله المنتحر قاتل نفسه . ربنا يجعل كلامنا خفيف عليكم وأن ينال القبول والرضى ونرجو من يوافقنا الرأى ومن يخالفنا أن يكتب لنا ويصوبنا على بريدنا الإلكترونى salman_bakhiet@yahoo.com
سُئل فضيلته(الشيخ ابن عثيمين): هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه؛ فيقال: (الشهيد فلان)؟ فأجاب بقوله: لا يجوزُ لنا أن نشهدَ لشخص بعينِه أنه شهيد، حتى لو قُتِل مظلومًا، أو قُتل وهو يدافع عن الحق؛ فإنه لا يجوز أن نقول: (فلان شهيد). وهذا خلافٌ لِما عليه الناسُ اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كلَّ مَن قُتل - حتى ولو كان مقتولاً في عَصبيةٍ جاهلية - يُسمونه: (شهيدًا)! وهذا حرامٌ؛ لأن قولَك عن شخص قُتل: (هو شهيد): يُعتبر شهادة؛ سوف تُسأل عنها يوم القيامة، سوف يُقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟! ولهذا لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مَا مِن مَكلومٍ يُكلَمُ في سبيل الله - واللهُ أعلم بمَن يُكلَمُ في سبيله - إلا جاء يومَ القيامة وكَلْمُه يثعب دمًا؛ اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريح المسك". فتأمل قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واللهُ أعلمُ بِمَنْ يُكلَمُ في سَبيله" - "يُكلَم": يعني يُجرح ـ؛ فإن بعضَ الناس قد يكون ظاهرُه أنه يقاتِل لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، ولكنَّ اللهَ يعلم ما في قلبه، وأنه خلافُ ما يظهر مِن فِعله. ولهذا بَوَّبَ البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب: [لا يُقال: فلان شهيد]"؛ لأن مَدارَ الشهادة على القَلب، ولا يعلم ما في القلبِ إلا الله - عز وجل -. فأمْرُ النيةِ أمرٌ عظيم، وكم مِن رَجُلَيْن يقومان بأمْر واحد يكونُ بينهما كما بَين السماءِ والأرض وذلك مِن أجل النيةِ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورسوله؛ فهِجْرَتُه إلى اللهِ ورسوله، ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه". والله أعلم.
------------------------------------------------------
مقال رقم (3)
هل يجوز إطلاق كلمة ( ذكر ) على الشعر فى مدح الحبيب المصطفى ص
الذكر : يطلق الذكر على تلاوة القرآن الكريم ، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك ، وكذا على الدعاء بخيري الدنيا والآخرة ، سواء بالأدعية المطلقة أو المقيدة ، وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم ، لكن الهبل الفارغ الذى يشاهد على قناة ساهور وقنوات فضائية أخرى سودانية من لبس لملابس مرقعه وحركات إح إح إح وهز للجسد وراء وقدام بالأرجل والأيادى والدوران حول النفس ، فكله لايندرج تحت الذكر وبالأمس شاهدت وشاهد العديدين غيرى شاب يلبس بلوزه سوداء مع ورده بيضاء كبيرة تغطى صدره حتى كتفه الأيسر والبلوزة من النوع المعروف بالبودى ملصقه على جسمه هذا الشاب صاحب هذا اللبس المنحرف أحد مداح الرسول على القنوات الفضائية السودانية وأتوجه إليه ولأمثاله من يدعون حب الرسول ، وعندما كنا نستمع للشيخ بشير الحضرى والشيخ السمانى أحمد عالم وأولاد حاج الماحى وشيخ الأمين وهم يمدحون الرسول الكريم ص بكلمات رصينات دون هز للبطون أم المؤخرة واليدين ، يلبسون زيآ سودانيآ رجوليآ محترمآ لم نتجرأ بنقدهم وكنا نستمع إليهم فى تأدب مع إحتفاظ البعض منا برأيه فى المدائح النبوية كظاهرة تعتبر بدعه ، ولو إستمع مداح هذا العصر للرعيل الأول من مادحي الرسول الكريم ص لعرفت مقدار الإحتقار الذى نحتقره لهم ولأمثالهم من الصعاليك الذين ملأوا شاشات القنوات الفضائية المبتزلة ( افت هذا الزمان ) ، ونحن نعزى هذه الحالة من التردى الأخلاقى الذى وصل إليه شبابنا للفشل فى المراحل الدراسية ولظروف البلد الإقتصادية وتكدس العاطلين عن العمل ، فكلما إلتقى 5 الى 7 من الفاشلين فى الشهادة الثانوية لجأوا الى شعر الشيخ البرعى يرحمه الله أو غيره من الشعراء وكونوا فرقة غنائية لم يرغب فى الغناء مع ممارسة مديح المصطفى بألات موسيقية للإرتزاق والدولة شجعت تفشى هذه الظاهرة السيئة ظنآ منها أن المديح أفضل من الغناء بكلمات الحب والغزل فإستبدلوها بكلمات تتعزل فى الرسول ، إلا أن المحصلة على المجتمع جاءت بنتائج عكسية ، فأخلاق إنسان السودان قبل هذه المرحلة كانت أفضل ألف مرة والتردى الأخلاقى الذى حدث فى هذه المرحلة يحتاج لورشة عمل للتقويم وإعادته لسيرته الأولى وتكون البداية بجمع هذا الجيش من الشباب والشابات المداح أولاد الشيخ فلان والشيخ علان وإرسالهم لمناطق الإنتاج الزراعى بشتى بقاع السودان ، فهم عبارة عن عطالة مقنعة .
---------------------------------------------------------
مقال رقم (4)
من هم أهل السودان ؟
فى البدء دعونا نتفق على تعريف لعبارة ( أهل السودان ) التى تتردد كثيرآ هذه الأيام فى أجهزة إعلام الدولة والتى ترد فى أكثر من تصريح لمسئول كبير ، ففى تعليق لى سابق قلت أن أهل السودان ديمغرافيآ تعنى ماتفصح نتائج آخر تعداد سكانى وجغرافيآ تتعدى حدود السودان ولتشمل كل من يحمل هوية سودانية ( جواز سفر ) بالميلاد أو التجنس خارج الوطن معارضىآ للنظام أو مؤيدآ ، بالإضافة الى سكان الحضر والريف من حلفا الى نمولى ومن غرب الجنينية الى الفشقة بحدودنا الشرقية مع الحبشة . قلت عبارة أهل السودان تشمل من يؤيد النظام ومن يعارضه وهذا أمر طبيعى ، فمعارضتى للنظام لاتلغى حقى فى الجنسية ولكنها قد تلغيه فى وظيفة مرموقة لدى هذا النظام ، وهذه القائمة عريضة تشمل الملايين بدءً بدكتور خليل إبراهيم وعبدالواحد نور وإنتهاء بكبير مساعدى رئيس الجهمورية أركو منى مناوى الذى عاد لقواعد تمرده ونائبه الأول الذى أثر النزال ومنافسة رئيسه فى إنتخابات رئاسة الجمهورية القادمة . لذا أن الرئيس البشير مرشح اهل السودان كما ورد على لسان الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية تعبير غير دقيق ويحتاج للمراجعة ، وأن ترشيح الشريك الرئيسى فى الحكم للفريق سلفاكير لهذا المنصب يوضح أن جزءً مقدرآ من أهل السودان ( الحركة الشعبية كلها ) لايرضى بهذا الترشيح ولايؤيده بدليل أنه قدم مرشحه الخاص به ، فلماذا لانكون يادكتور نافع اكثر دقة ويقدم المشير البشير نفسه كمرشح لأهل المؤتمر الوطنى ويضع إنجازاته وخدماته خلال عقدين من الزمن بينه وبين شعبه ليحكم له أو عليه مرددآ ( أحكموا علينا بأعمالنا ) وليصمت الجميع عن ترديد مرشح اهل السودان وبرنامج أهل السودان لحل مشكلة دارفور ، فقد ولى زمن التوحد والكلمة الواحدة لأهل السودان وجاء زمن القيادات الحديثة التى كتب عليها مييد إن إنقاذ ( خليل ، عبد الواحد ، أمنه ضرار وباقان أموم ) والبى تسوى كريت تلقى فى جلدها ولو أبقيتم على شعرة معاوية بينكم وبين ( السيدين ) لكان الأمر أهون والحديث عن ( أهل السودان ) أيسر .........

ليست هناك تعليقات: